لا يزال يرفع خسيسة ابن عمّه وينوّه باسمه ؛ إذ خرج علي عليهالسلام فقال للشمس : «كيف أصبحت ، يا خلق الله؟ فقالت : بخير يا أخا رسول الله ، يا أول يا آخر ، يا ظاهر يا باطن ، يا من هو بكل شيء عليم.
فرجع علي عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [فتبسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم] فقال : «يا عليّ ، تخبرني أو أخبرك؟ فقال : «منك أحسن ، يا رسول الله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أما قولها لك : يا أول ، فأنت أول من آمن بالله ، وقولها : يا آخر ، فأنت آخر من تعاينني على مغسلي ، وقولها : يا ظاهر ، فأنت أوّل من يظهر على مخزون سري ، وقولها : يا باطن ، فأنت المستبطن لعلمي ، وأم العليم بكل شيء ، فما أنزل الله تعالى علما من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلا وأنت به عليم ، ولو لا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ، لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به.
قال جابر : فلما فرغ عمار من حديثه ، أقبل سلمان ، فقال عمار : وهذا سلمان كان معنا ، فحدثني سلمان كما حدثني عمار (١).
وقال أبو جعفر محمد بن علي عليهالسلام : «بينما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم رأسه في حجر علي عليهالسلام ، إذ نام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يكن علي عليهالسلام صلّى العصر ، فقامت الشمس تغرب ، فانتبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذكر له علي عليهالسلام شأن صلاته ، فدعا الله فرد الله الشمس كهيئتها ـ [في وقت العصر] وذكر حديث رد الشمس ـ فقال له : يا علي ، قم فسلّم على الشمس ، وكلّمها فإنها تكلّمك ، فقال له : يا رسول الله ، كيف أسلّم عليها؟ قال : قل : السلام عليك يا خلق الله ، فقام علي عليهالسلام وقال : السلام عليك يا خلق الله. فقالت :
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٦٥٤ ، ح ١.