أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (١٦) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (١٧) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (١٨) أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (٢٠) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (٢١) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (٢٢) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) (٢٣) [سورة النّجم : ١ ـ ٢٣]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ، قال : «أقسم بقبض محمد إذا قبض (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) بتفضيله أهل بيته (وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) ، يقول : ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه ، وهو قول الله عزوجل : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى)(١).
وقال جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام : «لما مرض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مرضه الذي قبضه الله فيه ، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه ، فقالوا : يا رسول الله ، إن حدث بك حدث ، فمن لنا بعدك ، ومن القائم فينا بأمرك ، فلم يجبهم بجواب ، وسكت عنهم ، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه [القول] ، فلم يجبهم عن شيء مما سألوه ، فلما كان اليوم الثالث أعادوا عليه ، وقالوا : يا رسول الله ، إن حدث بك حدث ، فمن لنا بعدك ، ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم : إذا كان غد هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي ، فانظروا من هو ، فهو خليفتي عليكم من بعدي ، والقائم فيكم بأمري ، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له : أنت القائم من بعدي.
فلما كان في اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم ، إذ انقض نجم من السماء ، قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥٧٤.