كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِ) أي يقال لهم على وجه الاحتجاج عليهم أليس هذا الذي جزيتم به حق لا ظلم فيه لأنكم شاهدتموه الآن (قالُوا بَلى وَرَبِّنا) فيحلفون على ذلك ، فيقال لهم عند ذلك «ذوقوا (الْعَذابَ) جزاء (بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) أي بما كنتم تجحدون من نعمه وتنكرون من وحدانيته (١).
* س ١٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) (٣٥) [سورة الأحقاف : ٣٥]؟!
الجواب / قال سماعة بن مهران : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : قول الله عزوجل : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)؟ فقال : «نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليهم).
قلت : كيف صاروا أولي العزم؟ قال : «لأنّ نوحا بعث بكتاب وشريعة ، وكل من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه ، حتى جاء إبراهيم عليهالسلام بالصّحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به ، فكل نبي جاء بعد إبراهيم عليهالسلام أخذ بشريعة إبراهيم ومنهاجه وبالصّحف ، حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف ، فكل نبي جاء بعد موسى عليهالسلام أخذ بالتوراة وبشريعته ومنهاجه ، حتى جاء المسيح عليهالسلام بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه ، فكل نبي جاء بعد المسيح عليهالسلام أخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه ، فحلاله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، فهؤلاء أولو العزم من الرسل عليهمالسلام (٢).
__________________
(١) التبيان : ج ٩ ، ص ٢٨٦.
(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ١٤ ، ح ٢.