مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٣) وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) (٢٤) [سورة الجاثية : ٢١ ـ ٢٤]؟!
الجواب / قال ابن عباس ، في قوله عزوجل : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) ، الآية ، قال : إن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث ، هم الذين آمنوا ، وفي ثلاثة من المشركين عتبة وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وهم الذين اجترحوا السيئات (١).
ومن طريق المخالفين : عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، علي وحمزة وعبيدة (كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ) ، عتبة وشيبة والوليد بن عتبة : (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ) ، هؤلاء علي وأصحابه (كَالْفُجَّارِ)(٢) عتبة وأصحابه ، وقوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، فالذين آمنوا : بنو هاشم ، وبنو عبد المطلب ، والذين اجترحوا السيّئات : بنو عبد شمس (٣).
وقال علي بن إبراهيم : قوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) ، إلى قوله تعالى : (ساءَ ما يَحْكُمُونَ وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ، فإنه محكم. قال : قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) ، نزلت في قريش ، كلما هووا شيئا عبدوه (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) ، أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوا من أمير المؤمنين عليهالسلام ، وجرى ذلك بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم ، وأزالوا الخلافة والإمامة عن أمير المؤمنين عليهالسلام بعد أخذ الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين عليهالسلام (٤).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٥٧٧ ، ح ٦.
(٢) سورة ص : ٢٨.
(٣) تحفة الأبرار : ص ١١٥ «مخطوط.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٩٤.