الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) [محمد : ٣٨] ولو كان بعد الفعل لكان من المحال لأنه يلزم حصول الفعل بلا استطاعة ولا طاقة.
ونقر بأن المسح على الخفين واجب للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليها لأن الحديث ورد هكذا فمن أنكره فإنه يخشى عليه الكفر لأنه قريب من الخبر المتواتر والقصر (١) والإفطار في السفر رخصة بنص الكتاب لقوله تعالى : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) [النّساء : ١٠١] وفي الإفطار قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة : ١٨٤].
ونقر بأن الله تعالى أمر القلم بأن يكتب فقال القلم ما ذا أكتب يا رب فقال الله تعالى اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة لقوله تعالى : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣)) [القمر : ٥٢ ، ٥٣].
ونقر بأن عذاب القبر كائن لا محالة وسؤال منكر ونكير حق لورود الأحاديث ، والجنة والنار حق وهما مخلوقتان لأهلهما لقوله تعالى في حق المؤمنين : (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران : ١٣٣] وفي حق الكفرة : (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) [البقرة : ٢٤] خلقهما الله للثواب والعقاب ، والميزان حق لقوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) [الأنبياء : ٤٧] وقراءة الكتب حق لقوله تعالى : (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤)) [الإسراء : ١٤].
ونقر بأن الله تعالى يحيي هذه النفوس بعد الموت ويبعثهم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة للجزاء والثواب وأداء الحقوق لقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) [الحجّ : ٧] ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة. وشفاعة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم حق لكل من هو مؤمن من أهل الجنة وإن كان صاحب الكبيرة. وعائشة بعد خديجة الكبرى أفضل نساء العالمين وأم المؤمنين ومطهرة من الزنى بريئة عما قالت الروافض فيها فمن شهد عليها الزنى فهو ولد الزنى (٢). وأهل الجنة في الجنة خالدون وأهل النار في النار خالدون لقوله تعالى في حق المؤمنين : (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٨٢] وفي حق الكفار : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [البقرة : ٣٩].
تمّ
__________________
(١) أي قصر الصلاة الرباعية إلى اثنتين.
(٢) بل من قال ذلك في عائشة بعد نزول القرآن ببراءتها فهو كافر خارج عن الملة بلا شك وليس ولد زنى فقط.