فصل
في مثل المشرك والمعطل
قال :
أين الذين قد قال في ملك عظي |
|
م لست فينا قط ذا سلطان |
فذكر ثمانية أبيات من هذا الخطاب الذي قد خرق حجاب الهيبة ثم قال : «هذا وثان قال أنت مليكنا إذ حزت أوصاف الكمال ولقد جلست على سرير الملك متصفا بتدبير عظيم الشأن».
هذا تصريح بالجلوس (١). (وفي المطبوع وقد استويت).
__________________
(١) يعجب المصنف كيف يصرح الناظم بالجلوس. ولأحد تلامذته الأخصاء جزء في إثبات المماسة ردا على من ينزه الله سبحانه عن ذلك وما ينطوي عليه هؤلاء أفظع بكثير من فلتات لسانهم فلو كانوا بين قوم على معتقدهم لكنت تراهم يصرحون بكل ما تكن صدورهم. قال ذلك التلميذ ـ أعني محمدا المنبجي ـ صاحب الفرج بعد الشدة في الجزء المذكور : قال الخلال في كتاب السنة : حدثنا أحمد بن الحسين الرقي حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثني أي عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءني قتادة بن النعمان يحدث وثاب إليه الناس ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال إنها لا تصلح لبشر». قال الحافظ الذهبي. وغيره إسناده على شرط البخاري ومسلم اه.
ولعلك علمت بذلك قيمة كتاب السنة للخلال ، وفي ذلك الجزء من المخازي ما يضاهي ما نقلناه آنفا ، ولابن بدران الدشتي جزء في إثبات الحد والجلوس لله سبحانه ويسوق فيه الحديث المذكور بطرق كما ذكرت ذلك فيما علقت على ذيول طبقات الحفاظ قاتلهم الله ما أجرأهم على الله. ولعلك علمت بذلك أيضا قيمة تهويلهم بأنهم يتابعون السنة كما علمت قيمة تصحيحهم للروايات المطابقة لزيغهم.
تنبيه : الذهبي يبعد عن رشده ويفقد صوابه إذا جاء دور الكلام على أحاديث في الصفات أو في فضائل النبي صلىاللهعليهوسلم أو أهل بيته عليهمالسلام وكذلك حينما يترجم لشافعي من الأشاعرة أو حنفي مطلقا رغم تظاهره بالإنصاف والبعد عن التعصب في كثير من المواضع على سعة علمه في الحديث ورجاله. فهل يتصور من عالم يعقل ما يقول أن يصحح مثل هذا الحديث الذي بطلانه أظهر من الشمس في ضحوة النهار؟ فطالب الحق لا يعير سمعا لأقواله فيما ذكرناه. وهو شافعي الفروع إلا أنه مجسم اعتقادا رغم تبرّيه منه في كثير من المواضع وعنده نزعة خارجية وإن كان أهون شرا بكثير من الناظم وشيخه في ذلك كله ، ومن لا يكون متساهلا في أمر دينه ، لا يثق بكلام مثله فيما ذكرناه بعد أن عرف دخائله. والتاج ابن السبكي أطراه غاية الإطراء حيثما ترجم له في طبقات الشافعية الكبرى أداء لحق التلمذة عليه لكن لم يمنعه ذلك من ـ