فصل
قال : «ما معناه منجنيق المعطلة ما يدعونه من التركيب ، وللتركيب ستة معان أحدها : التركيب من متباين كتركيب الحيوان من هذه الأعضاء وتركيب الأعضاء من الأركان الأربعة ، الثاني : تركيب الجوار من اثنين يفترقان ، الثالث : التركيب من متماثل يدعى الجواهر الفردة ، الرابع : الجسم المركب من هيولى وصورة عند الفيلسوف والجواهر الفرد ليس ممكنا ، الخامس : التركيب من ذات وأوصاف سموه تركيبا وليس بتركيب ، السادس : التركيب من ماهية ووجودها ، واختلفوا هل الذات الوجود أو غيره فيكون تركيبا محالا أو يفرق بين الواجب والممكن حتى أتى من أرض آمد ثور كبير (١) ، بل حقير الشأن قال الصواب الوقف فقصاراه أن شك في الله».
جوابه أنه لم يشك في الله في الوجود هل هو زائد أو لا ولا يجوز أن يقال له
__________________
ـ ينتفع بزيارة القبور والاستغاثة بنفوس الأخيار من الأموات في استنزال الخيرات واستدفاع الملمات ، فإن للنفس بعد المفارقة تعلقا بالبدن وبالتربة التي دفنت فيها ، فإذا زار الحي تلك التربة وتوجهت تلقاء نفس الميت حصل بين النفسين ملاقاة وإفاضات اه».
وقال العلامة الشريف الجرجاني في أوائل حاشية شرح المطالع معلقا على ما ذكره شارح المطالع في صدد بيان الحكمة في التوصل والصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم : «فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان وأما إذا تجردوا عنها فلا إذ لا جهة مقتضية للمناسبة ، قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية فإن أثر ذلك باق فيهم ولذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده أصحاب البصائر اه». ورأيت بخط الحافظ الضياء المقدسي الحنبلي في كتابه ـ الحكايات المنثورة ـ المحفوظ تحت رقم ٩٨ من المجاميع بظاهرية دمشق أنه سمع الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي يقول إنه خرج في عضده شيء يشبه الدمل فأعيته مداواته ، ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه ، وفي تاريخ الخطيب (١ ـ ١٢٣) بسنده إلى الشافعي رضي الله عنه قال : «إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره كل يوم ـ يعني زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى اه».
فمن الذي يستطيع أن يعد هؤلاء قبوريين يتعبدون الضرائح؟!.
(١) سيف الدين الآمدي المعروف بين الفرق ببالغ الذكاء ذنبه عند الحشوية أنه نشأ حشويا ثم هداه الله إلى مذهب الأشاعرة ولأجل ذلك يرى متقشفو الحشوية من تمام ورعهم اختلاق حكايات في حقه ويسعى ابن تيمية جهده في مناقشته في معقوله ، ويقوم الذهبي بحظه في الاختلاق عليه في ميزانه. وتآليفه الخالدة في أصول الدين وأصول الفقه والجدل هي آية كونه ثورا كبيرا في نظر الناظم فليعتبر.