الذنوب والظاهر بكشف الكروب والباطن بعلم الغيوب. وقال السيد الجليل محمد بن الفضل. الأول : ببره والآخر بعفوه والظاهر بإحسانه ، والباطن بستره ، ومن حق العبد أن يجعل له حظا من هذا الخطاب فيزين ظاهره بأنواع الخدمة ويزين باطنه بأنوار الهيبة ويحقق جميع أفعاله وحركاته وسكناته وسائر طاعاته وقرباته بالصدق والإخلاص لقوله عزوجل : (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : ٢٨٢] وسأل عمر رضي الله عنه كعب الأحبار عن معنى هذه الآية فقال : إن علمه بالأول كعلمه بالآخر وعلمه بالظاهر كعلمه بالباطن.
ومما انتقد عليه : تكذيبه النبي صلىاللهعليهوسلم فيما أخبر به عن نبوته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قالوا : يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال عليه الصلاة والسلام : «وآدم بين الروح والجسد» وفي رواية «وإن آدم لمنجدل في طينته وتكلم بكلام لبس فيه على العوام وغيرهم من سيئ الأفهام» يقصد بذلك الازدراء برسول الله صلىاللهعليهوسلم والحط من قدره ورتبته ، وما فيه رفعه يسكت عنه يفهم ذلك منه كل عالم امتلأ قلبه بعظمته صلىاللهعليهوسلم وتوقيره وبما خصّه الله تعالى من مزايا المواهب الإلهية التي لم ينلها غيره.
وهذا الخبيث حريص على حط رتبته والغض منه تارة يقع ذلك منه قريبا من التصريح وتارة بالإشارة القريبة وتارة بالإشارات البعيدة التي لا يدركها إلا أهلها فمن ذلك وقد سئل على ما زعم أيما أفضل مكة أو المدينة فأجاب : مكة أفضل بالإجماع ، وكتبه أحمد بن تيمية الحنبلي وعليها خطه وأنا أعرف خطه ، وفي هذا الجواب دسائس وفجور ورمز بعيد فمن الفجور نسبته نفسه إلى الإمام أحمد والإمام أحمد وأتباعه برآء منه ومما هم (١) عليه وهو لا يلتفت إليه إلا إذا كان له في ذكره غرض أما إذا لم يكن فلا يلوي على قوله ويسفهه حتى فيما ينقله ويكفره فيما يعتقده إذا كان على خلاف هواه.
ومن مواضع تسفيهه الإمام أحمد مسألة الطلاق ، فإن الإمام أحمد قال : الذي أخبرنا بأن الطلاق واحدة أخبرنا بأن الطلاق ثلاث وعلى ذلك جرى الأئمة من جميع المذهب فإذا كان الإمام أحمد غير ثقة فبمن يوثق.
__________________
(١) هم هو ، اه مصححه.