الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم ، عن علي عليهالسلام والنشط : الجذب يقال : نشطت الدلو نشطا نزعته (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً) انها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمي به ، عن علي عليهالسلام (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) انها الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة ، عن عليّ عليهالسلام ومقاتل (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) انها الملائكة تدبّر أمر العباد من السنة إلى السنة ، عن علي عليهالسلام أقسم الله تعالى بهذه الأشياء التي عدّدها ؛ قال الباقر والصادق عليهماالسلام ان لله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به ، والوجه في ذلك أنه سبحانه يقسم بخلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه لأن القسم يدل على عظم شأن المقسم به فكأنه سبحانه أقسم فقال : ورب هذه الأشياء لتبعثن ولتحاسبن (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) يعني النفخة الأولى التي يموت فيها جميع الخلائق والراجفة : صيحة عظيمة فيها تردد واضطراب كالرعد إذا تمخّض (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) يعني النفخة الثانية تعقب النفخة الأولى وهي التي يبعث معها الخلق وهو كقوله : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) ومعنى الواجفة : الشديدة الاضطراب وقيل معناه : يوم تضطرب الأرض اضطرابا شديدا ، وتحرك تحركا عظيما ، يعني يوم القيامة تتبعها الرادفة ، أي اضطرابة أخرى كائنة بعد الأولى في موضع الردف من الراكب ، فلا تزال تضطرب حتى تفنى كلها (أَبْصارُها خاشِعَةٌ) أي ذليلة من هول ذلك اليوم قال عطاء : يريد أبصار من مات على غير الإسلام (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) أي يقول هؤلاء المنكرون للبعث من مشركي قريش وغيرهم في الدنيا إذا قيل لهم : إنكم مبعثون من بعد الموت : أنرد إلى أول حالنا ، وابتداء أمرنا ، فنصير أحياء كما كنا؟ والحافرة عند العرب : اسم لأول الشيء وابتداء الأمر (أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً) أي بالية مفتتة والمعنى : أنهم أنكروا البعث فقالوا : أنرد أحياء إذا متنا وتفتت عظامنا (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) معناه : إن كان الأمر على ما يقوله محمد من انا نبعث ونعاقب فتلك كرة ذات خسران علينا. ثم أعلم سبحانه سهولة البعث عليه فقال (فَإِنَّما هِيَ) يعني النفخة الأخيرة (زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) أي صيحة واحدة من إسرافيل يسمعونها وهم أموات في بطون الأرض فيحيون ، وهو قوله (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) وهي وجه الأرض وظهرها عن الحسن وقتادة ومجاهد وغيرهم ، وقيل : إنّما سميت الأرض ساهرة لأن عملها في النبت في الليل والنهار دائب ، ولذلك قيل : خير المال عين خرّارة ، في أرض خوّارة ، تسهر إذا نمت ، وتشهد إذا غبت ، ثم صارت اسما لكل أرض ، وقيل المراد بذلك عرصة القيامة لأنها أول مواقف الجزاء وهم في سهر لا نوم فيه.
١٥ ـ ٢٦ ـ ثم ذكر سبحانه قصة موسى عليهالسلام فقال (هَلْ أَتاكَ) يا محمد (حَدِيثُ مُوسى) استفهام يراد به التقرير (إِذْ ناداهُ رَبُّهُ) أي حين ناداه الله ودعاه ، فالنداء ، الدعاء بطريقة : يا فلان فالمعنى : قال له : يا موسى (بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ) أي المطهر (طُوىً) اسم واد كلّم الله فيه موسى (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) أي علا وتكبّر ، وكفر بالله وتجاوز الحد في الاستعلاء والتمرد والفساد (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) أي تتطهر من الشرك ، وتشهد أن لا إله إلّا الله ، وهذا تلطف في الاستدعاء ومعناه : هل لك رغبة إلى أن تسلم وتصلح وتطهر (وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ) أي أرشدك إلى طريق الحق الذي إذا سلكته وصلت إلى رضاء الله وثوابه (فَتَخْشى) أي فتخافه فتفارق ما نهاك عنه (فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى) يعني