وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمرو بن معديكرب فى أناس من بنى زبيد ، فأسلم ، وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادى ، حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا قيس ، إنك سيد قومك ، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز ، يقول إنه نبى ، فانطلق بنا إليه ، حتى نعلم علمه ، فإن كان نبيّا كما يقول ، فإنه لن يخفى عليك ، وإذا لقيناه اتبعناه ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه. فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه ، فركب عمرو بن معديكرب حتى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وصدقه وآمن به.
فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا ، واشتد عليه ، وقال : خالفنى وترك رأيى. فأقام عمرو بن معديكرب فى قومه من بنى زبيد ، وعليهم فروة ابن مسيك. فلما توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارتد عمرو بن معديكرب.
* * *
وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأشعث بن قيس ، فى وفد كندة فى ثمانين راكبا من كندة ، فدخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مسجده ، وقد رجلوا جممهم وتكحلوا عليهم جبب الحبرة ، وقد كففوها بالحرير. فلما دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ألم تسلموا؟ قالوا : بلى. قال : فما بال هذا الحرير فى أعناقكم ، قال : فشقوه منها ، فألقوه.
* * *
وقدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم صرد بن عبد الله الأزدى ، فأسلم ، وحسن إسلامه ، فى وفد من الأزد ، فأمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم