٣٤ ـ استماع قريش إلى قراءة الرسول
وخرج ليلة أبو سفيان بن حرب ، وأبو جهل بن هشام ، والأخنس ابن شريق ، ليستمعوا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو يصلى من الليل فى بيته ، فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه ، وكل لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع القمر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فتلاوموا ، وقال بعضهم لبعض. لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم فى نفسه شيئا ، ثم انصرفوا.
حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ، ثم انصرفوا.
حتى إذا كانت الليلة الثانية أخذ كل رجل منهم مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض : لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود. فتعاهدوا على ذلك ، ثم تفرقوا.
فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان فى بيته ، فقال : أخبرنى يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال : يا أبا ثعلبة ، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها ، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ، ولا ما يراد بها.
قال الأخنس : وأنا والذى حلفت به كذلك.
ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه فى بيته فقال : يا أبا الحكم ، ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال : ما ذا سمعت! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف