بالحق ، لقد رأيت مثل الذى رأى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فلله الحمد على ذلك.
* * *
٥٧ ـ الرسول ويهود المدينة
ونصبت عند ذلك أحبار يهود لرسول الله صلىاللهعليهوسلم العداوة ، بغيا وحسدا وضغنا ، لما خص الله تعالى به العرب من أخذه رسوله منهم ، وانضاف إليهم رجال من الأوس والخزرج ، ممن كان بقى على جاهليته ، فكانوا أهل نفاق على دين آبائهم من الشرك والتكذيب بالبعث ، إلا أن الإسلام قهرهم بظهوره واجتماع قومهم عليه ، فظهروا بالإسلام واتخذوه جنة من القتل ، ونافقوا فى السر ، وكان هواهم مع يهود ، لتكذيبهم النبى صلىاللهعليهوسلم ، وجحودهم الإسلام ، وكانت أحبار يهودهم هم الذين يسألون رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويتعنتونه ، ويأتونه باللبس ، ليلبسوا الحق بالباطل ، فكان القرآن ينزل فيهم فيما يسألون عنه ، إلا قليلا من المسائل فى الحلال والحرام ، كان المسلمون يسألون عنها.
* * *
وكان من حديث عبد الله بن سلام حين أسلم ، وكان حبرا عالما ، قال : لما سمعت برسول الله صلىاللهعليهوسلم عرفت صفته واسمه وزمانه الذى كنا نتوقع له ، فكنت مسرّا لذلك ، صامتا عليه ، حتى قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة.
فلما نزل بقباء ، فى بنى عمرو بن عوف ، أقبل رجل حتى أخبر بقدومه ، أنو فى رأس نخلة لى أعمل فيها ، وعمتى خالدة بنت الحارث تحتى جالسة ، فلما