عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريرى صاحبيه ، فقلت : عم هذا؟ فقيل لى : مضيا ، وتردد عبد الله بعض التردد ، ثم مضى.
* * *
ولما دنوا من حول المدينة ، تلقاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمون ، ولقيهم الصبيان يشتدون ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم مقبل مع القوم على دابة ، فقال : خذوا الصبيان فاحملوهم ، وأعطونى ابن جعفر ، فأتى بعبد الله ، فأخذه فحمله بين يديه ، وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ، ويقولون : يا فرار ، فررتم فى سبيل الله! فيقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى.
* * *
ثم أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد بعثه إلى مؤتة جمادى الآخرة ورجبا.
* * *
٨٦ ـ فتح مكة :
ثم إن بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة ، وهم على ماء لهم بأسفل مكة ، وكان الذى هاج ما بين بنى بكر وخزاعة ، أن رجلا من بنى الحضرمى ، خرج تاجرا ، فلما توسط أرض خزاعة ، عدوا عليه فقتلوه ، وأخذوا ماله ، فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه ، فبينا بنو بكر وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام ، وتشاغل الناس به ، فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين قريش ، كان فيما شرطوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وشرط لهم ، أنه من أحب أن يدخل فى عقد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعهده فليدخل فيه ، ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم فليدخل فيه ، فدخلت بنو بكر فى عقد قريش وعهدهم ، ودخلت خزاعة فى عقد