٨٤ ـ عمرة القضاء
فلما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة من خيبر ، أقام بها شهرى ربيع وجماديين ورجبا وشعبان ورمضان ، وشوالا ، يبعث فيما بين ذلك من غزوه وسراياه صلىاللهعليهوسلم ، ثم خرج فى ذى القعدة فى الشهر الذى صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التى صدوه عنها. واستعمل على المدينة عويف بن الأضبط الديلى ، ويقال لها : عمرة القصاص ، لأنهم صدوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ذى القعدة فى الشهر الحرام من سنة ست ، فاقتص رسول الله صلىاللهعليهوسلم منهم. فدخل مكة فى ذى القعدة وفى الشهر الحرام الذى صدوه فيه ، من سنة سبع.
وخرج معه المسلمون ممن كان صد معه فى عمرته تلك ، وهى سنة سبع ، فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه ، وتحدثت قريش بينها أن محمدا وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة ، وصفوا له عند دار الندوة ، لينظروا إليه ، وإلى أصحابه ، فلما دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسجد اضطجع بردائه ، وأخرج عضده اليمنى ، ثم قال : رحم الله أمرا أراهم اليوم من نفسه قوة ، ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه ، حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليمانى ، مشى حتى يستلم الركن الأسود ، ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ، ومشى سائرها فكان ابن عباس يقول : كان الناس يظنون أنها ليست عليهم ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنما صنعها لهذا الحى من قريش للذى بلغه عنهم ، حتى إذا حج حجة الوداع فلزمها ، فمضت السنة بها.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تزوج ميمونة بنت الحارث فى سفره ذلك وهو حرام ، وكان الذى زوجه إياها العباس بن عبد المطلب ، وكانت