وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه على بن أبى طالب مستخفيا من أبيه أبى طالب ، ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات فيها ، فإذا أمسيا رجعا.
فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا ، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان ، فقال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا بن أخى ، ما هذا الدين الذى أراك تدين به؟
قال : أى عم ، هذا دين الله ، ودين ملائكته ، ودين رسله ، ودين أبينا إبراهيم ، بعثنى الله به رسولا إلى العباد ، وأنت ـ أى عم ـ أحق من بذلت له النصيحة ، ودعوت إلى الهدى ، وأحق من أجابنى إليه وأعاننى عليه. فقال أبو طالب : أى ابن أخى ، إنى لا أستطيع أن أفارق دين آبائى وما كانوا عليه ، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت.
* * *
٢٣ ـ إسلام زيد بن حارثة
ثم أسلم زيد بن حارثة. وكان حكيم بن حزام بن خويلد قدم من الشام برقيق ، فيهم زيد بن حارثة وصيف ، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهى يومئذ عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال لها : اختارى يا عمة أى هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ، فاختارت زيدا ، فأخذته ، فرآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عندها ، فاستوهبه منها ، فوهبته له ، فأعتقه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتبناه ، وذلك قبل أن يوحى إليه.
وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا ، ثم قدم عليه وهو عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم :