فلما كان ذلك العام فعلت صوفة كما كانت تفعل ، فأتاهم قصى بن كلاب بمن معه من قومه من قريش ، وكنانة وقضاعة عند العقبة ، فقال : لنحن أولى بهذا منكم ، فقاتلوه فاقتتل الناس قتالا شديدا ، ثم انهزمت صوفة ، وغلبهم قصى على ما كان بأيديهم من ذلك ، وانصرف أخوه رزاح بن ربيعة إلى بلاده بمن معه من قومه.
* * *
٥ ـ ولاية قصى البيت
فولّى قصى البيت وأمر مكة ، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة ، وتملك على قومه وأهل مكه فملكوه ، إلا أنه قد أقر للعرب ما كانوا عليه ، حتى جاء الإسلام ، فهدم الله به ذلك كله.
* * *
وكان قصى أول بنى كعب بن لؤى أصاب ملكا ، فكانت إليه الحجابة ، والسقاية ، والرفادة (١) ، والندوة (٢) ، واللواء (٣).
فحاز قصى شرف مكة كلها ، وسمته قريش مجمعا ، لما جمع من أمرها ، وتيمنت بأمره ، فما تنكح امرأة ، ولا يتزوج رجل من قريش ، وما يتشاورون فى أمر نزل بهم ، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم ، إلا فى داره.
فكان أمره فى قومه من قريش فى حياته ، ومن بعد موته ، كالدين
__________________
(١) الرفادة : طعام كانت قريش تجمعه كل عام لأهل الموسم.
(٢) الندوة : الاجتماع للمشورة.
(٣) اللواء ، يعنى : الحرب