والرفادة من بعده المطلب بن عبد مناف ، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم ، وكان ذا شرف فى قومه وفضل ، وكانت قريش إنما تسميه الفضل لسماحته وفضله.
* * *
٧ ـ ولاية المطلب ثم عبد المطلب ما كان يليه هاشم
وكان هاشم بن عبد مناف قدم المدينة ، فتزوج سلمى بنت عمرو ، فولدت لهاشم : عبد المطلب ، فسمته شيبة. فتركه هاشم عندها حتى كان غلاما دون المراهقة أو فوق ذلك.
ثم خرج إليه عمه المطلب ليقبضه فيلحقه ببلده وقومه ، فقالت له سلمى : لست بمرسلته معك ، فقال لها المطلب : إنى غير منصرف حتى أخرج به معى. أن ابن أخى قد بلغ ، وهو غريب فى غير قومه ، ونحن أهل بيت شرف فى قومنا ، نلى كثيرا من أمورهم ، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة فى غيرهم. وقال شيبة : لست بمفارقها إلا أن تأذن لى ، فأذنت له ، ودفعته إليه.
فاحتمله المطلب ودخل به مكة مردفه معه على بعيره ، فقالت قريش : عبد المطلب ابتاعه ، فبها سمى شيبة : «عبد المطلب». فقال المطلب : ويحكم ، إنما هو ابن أخى هاشم ، قدمت به من المدينة.
* * *
ثم هلك المطلب بأرض اليمن ، فولى عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة ، بعد عمه المطلب ، فأقامها للناس ، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبله