تكن تسير فى قومك بالمرباع؟ قلت : بلى ، قال : فإن ذلك لم يكن يحل لك فى دينك؟ قلت : أجل والله. قال : وعرفت أنه نبى مرسل ، يعلم ما لا تعلم. ثم قال : لعلك يا عدى إنما يمنعك من دخول فى هذا الدين ، ما ترى من حاجتهم ، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم ، حتى لا يوجد من يأخذه ، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ، ما ترى من كثرة عدوهم ، وقلة عددهم ، فو الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت ، لا تخاف ، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ، أنك ترى أن الملك والسلطان فى غيرهم ، وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم ، قال : فأسلمت.
* * *
وقدم فروة بن مسبك المرادى على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، مفارقا لملوك كندة ، ومباعدا لهم ، إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقد كان قبيل الإسلام بين مراد وهمدان وقعة ، أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا ، حتى أثخنوهم فى يوم كان يقال له : يوم الردم.
فلما انتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : يا رسول الله ، من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومى يوم الردم لا يسوؤه ذلك؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما إن ذلك لم يزد قومك فى الإسلام إلا خيرا.
واستعمله النبى صلىاللهعليهوسلم على مراد وزبيد ومذحج كلها ، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة ، فكان معه فى بلاده ، حتى توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *