ومحمود بن مسلمة ، ومكرز بن حفص ، وهو يومئذ مشرك ، وعلى بن أبى طالب ، وكتب ، وكان هو كاتب الصحيفة.
فلما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الصلح قدم إلى هديه فنحره ، ثم جلس فحلق رأسه. فلما رأى الناس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد نحر وحلق ، تواثبوا ينحرون ويحلقون.
* * *
ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم من وجهه ذلك قافلا ، حتى إذا كان بين مكة والمدينة ، نزلت سورة الفتح. فما فتح فى الإسلام فتح قبله كان أعظم منه ، وإنما كان القتال حيث التقى الناس ، فلما كانت الهدنة ، ووضعت الحرب ، وأمن الناس بعضهم بعضا ، والتقوا فتفاوضوا فى الحديث والمنازعة ، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ، ولقد دخل فى تينك السنتين مثل من كان فى الإسلام قبل ذلك ، أو أكثر.
* * *
٨٣ ـ غزوة خيبر
ثم أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، حين رجع من الحديبية ، ذا الحجة وبعض المحرم ، ثم خرج فى بقية المحرم إلى خيبر.
واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثى ، ودفع الراية إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه ، وكانت بيضاء.
ويقول أنس بن مالك : وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا غزا قوما لم يغر عليهم حتى يصبح ، فإن سمع أذانا أمسك ، وإن لم يسمع أذانا أغار. فنزلنا خيبر ليلا ، فبات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى إذا أصبح لم يسمع أذانا ، فركب وركبنا معه ، فركبت خلف أبى طلحة ، وإن قدمى لتمس قدم