فقال : والله لبئس ما تسوموننى. أتعطوننى ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه ، هذا والله ما لا يكون أبدا.
فقال المطعم بن عدى بن نوفل : والله يا أبا طالب ، لقد أنصفك قومك. وجهدوا على التخلص مما تكرهه ، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا.
فقال أبو طالب للمطعم : والله ما أنصفونى ، ولكنك قد أجمعت خذلانى ومظاهرة القوم علىّ ، فاصنع ما بدا لك.
فاشتد الأمر ، وحميت الحرب ، وتنابذ القوم ، وبادى بعضهم بعضا.
* * *
٢٨ ـ تآمر قريش على المسلمين
ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من فى القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذين أسلموا معه ، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ، ومنع الله رسوله صلىاللهعليهوسلم منهم بعمه أبى طالب.
وقد قام أبو طالب ، حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون فى بنى هاشم وبنى المطلب ، فدعاهم إلى ما هو عليه ، من منع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والقيام دونه. فاجتمعوا إليه ، وقاموا معه ، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه ، إلا ما كان من أبى لهب ، عدو الله.
* * *
ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ، فقال لهم : يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم ،