وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا ، فلما أخبرهم أنه من مضر ، أطلقه عامر بن الطفيل ، وجز ناصيته ، وأعتقه عن رقبة ، زعم أنها كانت على أمه.
فخرج عمرو بن أمية ، حتى إذا كان بالقرقرة (١) ، أقبل رجلان من بنى عامر حتى نزلا معه فى ظل هو فيه. وكان مع العامر بين عقد من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجوار ، لم يعلم به عمرو بن أمية ، وقد سألهما حين نزلا : ممن أنتما؟ فقالا : من بنى عامر ، فأمهلهما ، حتى إذا ناما ، عدا عليهما فقتلهما ، وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثأرا من بنى عامر ، فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبره الخبر ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لقد قتلت قتيلين لأدينهما.
ثم قال صلىاللهعليهوسلم : هذا عمل أبى براء ، قد كنت لهذا كارها متخوّفا. فبلغ ذلك أبا براء ، فشق عليه إخفار عامر إياه ، وما أصاب أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسببه وجواره ، وكان فيمن أصيب عامر ابن فهيرة.
* * *
٧١ ـ إجلاء بنى النضير
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بنى النضير يستعينهم فى دية ذينك القتيلين من بنى عامر ، اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمرى ، للجوار الذى كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم عقد لهما ، وكان بين بنى النضير وبين بنى عامر عقد وحلف ، فلما أتاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستعينهم فى دية ذينك
__________________
(١) القرقرة : موضع قريب من المدينة.