اليوم ، ثم أقبلوا تعتق بهم خيلهم ، حتى وقفوا على الخندق ، فلما رأوه قالوا : والله إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها.
ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق ، فضربوا خيلهم ، فاقتحمت منه فجالت بهم فى السبخة بين الخندق وسلع ، وخرج على بن أبى طالب رضى الله عنه فى نفر من المسلمين ، حتى أخذوا عليهم الثغرة التى أقحموا منها بخيلهم. وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم ، وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة ، فلم يشهد يوم أحد ، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه.
فلما وقف هو وخيله ، قال : من يبارز؟ فبرز له على بن أبى طالب ، فقال له : يا عمرو ، إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه؟ قال له : أجل ، قال له على : فإنى أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام ، قال : لا حاجة لى بذلك. قال : فإنى أدعوك إلى النزال. فقال له : يا بن أخى ، فو الله ما أحب أن أقتلك ، قال له على : لكنى والله أحب أن أقتلك ، فحمى عمرو عند ذلك ، فاقتحم عن فرسه ، فعقره ، وضرب وجهه ثم أقبل على علىّ ، فتنازلا وتجاولا ، فقتله على رضى الله عنه ، وخرجت خيلهم منهزمة ، حتى اقتحمت من الخندق هاربة.
* * *
وأقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، فيما وصف الله من الخوف والشدة ، لتظاهر عدوهم عليهم ، وإتيانهم إياهم من فوقهم ومن أسفل منهم.
ثم إن نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان ، أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،