فقال : يا رسول الله : إنى قد أسلمت ، وإن قومى لم يعلموا بإسلامى ، فمرنى بما شئت. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنما أنت فينا رجل واحد فخذّل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة. فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بنى قريظة ، وكان لهم نديما فى الجاهلية ، فقال : يا بنى قريظة ، قد عرفتم ودى إياكم ، وخاصة ما بينى وبينكم ، قالوا : صدقت ، لست عندنا بمتهم ، فقال لهم : إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم ، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره ، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه ، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره ، فليسوا كأنتم ، فإن رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم ، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم ، يكونون بأيديكم ثقة لكم ، على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه. فقالوا له : لقد أشرت بالرأى
* * *
ثم خرج حتى أتى قريشا ، فقال لأبى سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودى لكم وفراقى محمدا ، وإنه قد بلغنى أمر قد رأيت على حقّا أن أبلغكموه ، نصحا لكم فاكتموا عنى ، فقالوا : نفعل ، قال : تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد ، وقد أرسلوا إليه : إنا قد ندمنا على ما فعلنا ، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين ، من قريش وغطفان ، رجالا من أشرافهم ، فنعطيكهم ، فتضرب أعناقهم ، ثم نكون معك على من بقى منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل إليهم : أن نعم. فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا
* * *