ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير ، فصاحت وولولت. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن زوج المرأة منها لبمكان ، لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها ، وصياحها على زوجها.
* * *
ومر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدار من دور الأنصار من بنى عبد الأشهل وظفر ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فبكى ، ثم قال : لكن حمزة لا بواكى له ، فلما رجع سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، إلى دار بنى عبد الأشهل ، أمرا نساءهم أن يتحزمن ، ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ولما سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكاءهن على حمزة خرج عليهن ، وهن على باب مسجده يبكين عليه ، فقال : ارجعن يرحمكن الله ، فقد آسيتن بأنفسكن.
* * *
ومر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بامرأة من بنى دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأحد ، فلما نعوا لها ، قالت : فما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالوا : خيرا يا أم فلان ، وهو بحمد الله كما تحبين ، قالت : أرونيه حتى أنظر إليه ، فأشير لها إليه ، حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل ، تريد صغيرة.
فلما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهله ، وناول سيفه ابنته فاطمة ، فقال : اغسلى عن هذا دمه يا بنية ، فو الله لقد صدقنى اليوم ، وناولها على بن أبى طالب سيفه ، فقال : وهذا أيضا ، فاغسلى عنه دمه ،