وفرغ الناس لقتلاهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من رجل ينظر لى ما فعل سعد بن الربيع؟ أفى الأحياء هو أم فى الأموات؟ فقال رجل من الأنصار : أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد ، فنظر فوجده جريحا فى القتلى وبه رمق. قال : فقلت له : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرنى أن أنظر ، أفى الأحياء أنت أم فى الأموات؟ قال : أنا فى الأموات ، فأبلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عنى السلام ، وقل له : إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله عنا خير ما جزى نبيّا عن أمته ، وأبلغ قومك عنى السلام ، وقل لهم : إن سعد بن الربيع يقول لكم : إنه لا عذر لكم عند الله ، أن خلص إلى نبيكم صلىاللهعليهوسلم ومنكم عين تطرف. قال : ثم لم أبرح حتى مات ، فجئت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبرته خبره.
* * *
وخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن الوادى قد بقر بطنه عن كبده ، ومثل به فجدع أنفه وأذناه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين رأى ما رأى : لو لا أن تحزن صفية ، ويكون سنة من بعدى لتركته ، حتى يكون فى بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرنى الله على قريش فى موطن من المواطن ، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم. فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل ، قالوا : ولئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر ، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب.
ولما وقف رسول الله صلىاللهعليهوسلم على حمزة قال : لن أصاب بمثلك أبدا ، ما وقفت موقفا قط أغيظ إلى من هذا! ثم قال : جاءنى جبريل