وقرطتها وحشيّا ، غلام جبير بن مطعم ، وبقرت عن كبد حمزة ، فلاكتها ، فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها.
* * *
ثم إن أبا سفيان بن حرب ، حين أراد الانصراف ، أشرف على الجبل ، ثم صرخ بأعلى صوته ، فقال : أنعمت فعال (١) ، إن الحرب سجال ، يوم بيوم ، أعل هبل ـ أى أظهر دينك ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قم يا عمر فأجبه ، فقال : الله أعلى وأجل ، لا سواه ، قتلانا فى الجنة ، وقتلاكم فى النار. فلما أجاب عمر أبا سفيان ، قال له أبو سفيان : أنشدك الله يا عمر ، أقتلنا محمدا؟ قال عمر : اللهم لا ، وإنه ليسمع كلامك الآن ، قال : أنت أصدق عندى من ابن قمئة وأبر ، لقول ابن قمئة لهم : إنى قد قتلت محمدا.
ولما انصرف أبو سفيان ومن معه ، نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لرجل من أصحابه : قل : نعم ، هو بيننا وبينكم موعد.
ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بن أبى طالب ، فقال : اخرج فى آثار القوم ، فانظر ما ذا يصنعون وما يريدون؟ فإن كانوا قد جنبوا الخيل ، وامتطوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل ، فإنهم يريدون المدينة. والذى نفسى بيده ، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ، ثم لأناجزنهم. قال على : فخرجت فى آثارهم أنظر ما ذا يصنعون ، فجنبوا الخيل ، وامتطوا الإبل ، ووجهوا إلى مكة.
* * *
__________________
(١) أى بالغت.