فأبشر ، قال : بما ذا أبشر؟ فو الله إن قاتلت إلا عن أحساب قومى ، ولو لا ذلك ما قاتلت. فلما اشتدت عليه جراحته ، أخذ سهما من كنانته ، فقتل به نفسه.
* * *
وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق ، فإنه لما كان يوم أحد ، قال : يا معشر يهود ، والله لو علمتم أن نصر محمد عليكم لحق ، قالوا : إن اليوم يوم السبت. قال : لا سبت لكم ، فأخذ سيفه وعدته ، وقال : إن أصبت فمالى لمحمد سيصنع فيه ما يشاء ، ثم غدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقاتل معه حتى قتل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مخيريق خير يهود.
* * *
وكان عمرو بن الجموح رجلا أعرج شديد العرج ، وكان له بنون أربعة مثل الأسد ، يشهدون مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم المشاهد ، فلما كان يوم أحد ، أرادوا حبسه ، وقالوا له : إن الله عزوجل قد عذرك ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إن بنى يريدون أن يحبسونى عن هذا الوجه ، والخروج معك فيه ، فو الله إنى لا أرجو أن أطأ بعرجتى هذه فى الجنة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أما أنت فقد عذرك الله ، فلا جهاد عليك. فقال لبنيه : ما عليكم ألا تمنعوه ، لعل الله أن يرزقه الشهادة ، فخرج معه ، فقتل يوم أحد.
* * *
ووقعت عند بنت عتبة ، والنسوة التى معها ، يمثلن بالقتلى ، من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يجد عن الآذان والأنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم خدما وقلائد ، وأعطت خدمها وقلائدها