ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها ، فأخذها قتادة بن النعمان ، فكانت عنده ، وأصيبت يومئذ عين قتادة ابن النعمان ، حتى وقعت على وجنته ، فردها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده ، فكانت أحسن عينيه وأحدهما.
* * *
وانتهى أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، إلى عمر بن الخطاب ، وطلحة ابن عبيد الله فى رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم؟ قالوا : قتل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فما ذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل.
ولقد وجدوا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة ، فما عرفه إلا أخته ، عرفته ببنانه.
* * *
وكان أول من عرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد الهزيمة ، وقول الناس : قتل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كعب بن مالك ، قال : عرفت عينيه تزهران من تحت المعفر ، فناديت بأعلى صوتى : يا معشر المسلمين ، أبشروا ، هذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأشار إلىّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أن أنصت.
فلما عرف المسلمون رسول الله صلىاللهعليهوسلم نهضوا به ، ونهض معهم نحو الشعب ، معه أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلى بن أبى طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، رضوان الله عليهم ، والحارث ابن الصمة ، ورهط من المسلمين.