وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حين غشيه القوم : من رجل يشرى لنا نفسه؟ فقام زياد بن السكن فى نفر خمسة من الأنصار ـ وبعض الناس يقول : إنما هو عمارة بن يزيد بن السكن ـ فقاتلوا دون رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجلا ثم رجلا ، يقتلون دونه حتى كان آخرهم زياد ، أو عمارة ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة ، ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ادنوه منى ، فأدنوه منه ، فوسده قدمه ، فمات وخده على قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ويقول عمارة : خرجت أول النهار ، وأنا أنظر ما يصنع الناس ، ومعى سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو فى أصحابه ، والدولة والربح للمسلمين ، فلما انهزم المسلمون ، انحزت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمى عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلىّ.
ولما ولى الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقبل رجل يقول : دلونى على محمد ، فلا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فضربنى هذه الضربة ، ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كان عليه درعان.
وترس دون رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو دجانة بنفسه ، يقع النبل فى ظهره ، وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النبل. ورمى سعد بن أبى وقاص دون رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال سعد : فلقد رأيته يناولنى النبل وهو يقول : ارم ، فداك أبى وأمى ، حتى إنه ليناولنى السهم ماله نصل ، فيقول : ارم به.