على ابنته ، فقال : أى بنية ، أكرمى مثواه ، ولا يخلصن إليك ، فإنك لا تحلين له.
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص ، فقال لهم : إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا ، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذى له ، فإنا نحب ذلك ، وإن أبيتم فهو فيء الله الذى أفاء عليكم ، فأنتم أحق به. فقالوا : يا رسول الله ، بل نرده عليه ، فردوه عليه ، حتى إن الرجل ليأتى بالدلو ، ويأتى الرجل بالشنة ، وبالإداوة ، حتى إن أحدهم ليأتى بالشظاظ ، حتى ردوا عليه ماله بأسره ، لا يفقد منه شيئا.
ثم احتمل إلى مكة ، فأدى إلى كل ذى مال من قريش ماله ، ومن كان أبضع معه ، ثم قال : يا معشر قريش ، هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه ، قالوا : لا ، فجزاك الله خيرا ، فقد وجدناك وفيّا كريما. قال : فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، والله ما منعنى من الإسلام عنده. إلا تخوف أن تظنوا أنى إنما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم ، وفرغت منها ، أسلمت ، ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *
وجلس عمير بن وهب الجمحى مع صفوان بن أمية ، بعد مصاب أهل بدر من قريش ، فى الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش ، وممن كان يؤذى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، ولقى منه عناء وهو بمكة ، وكان ابنه وهب بن عمير فى أسارى بدر.