أبو سفيان حتى وقف عليه ، فقال : إنك لم تصب ، خرجت بالمرأة على رءوس الناس علانية ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ، وما دخل علينا من محمد ، فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رءوس الناس من بين أظهرنا ، أن ذلك عن ذل أصابنا عن مصيبتنا التى كانت ، وأن ذلك منا ضعف ووهن ، ولعمرى ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، وما لنا فى ذلك من ثأر ، ولكن ارجع بالمرأة ، حتى إذا هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أن قد رددناها ، فسلها سرّا ، وألحقها بأبيها ، ففعل ، فأقامت ليالى ، حتى إذا هدأت الأصوات ، خرج بها ليلا ، حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه ، فقدما بها على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
* * *
وأقام أبو العاص بمكة ، وأقامت زينب عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، حين فرق بينهما الإسلام. حتى إذا كان قبيل الفتح ، خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام ، وكان رجلا مأمونا ، بمال له وأموال لرجال من قريش ، أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا ، لقيته سرية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأصابوا ما معه ، وأعجزهم هاربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله ، أقبل أبو العاص تحت الليل ، حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاستجار بها ، فأجارته ، وجاء فى طلب ماله ، فلما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الصبح ، فكبر وكبر الناس معه ، صرخت زينب من صفة النساء : أيها الناس ، إنى قد أجرت أبا العباس بن الربيع ، فلما سلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الصلاة ، أقبل على الناس ، فقال : أيها الناس ، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا : نعم ، قال : أما والذى نفس محمد بيده ، ما علمت بشيء من ذلك حتى سمت ما سمعتم ، إنه يجير على المسلمين أدناهم. ثم انصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فدخل