حين أسلمت ، وبين أبى العاص بن الربيع ، إلا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان لا يقدر أن يفرق بينهما ، فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه ، حتى هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما سارت قريش إلى بدر ، سار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب فى الأسارى يوم بدر ، فكان بالمدينة عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ولما بعث أهل مكة فى فداء أسرائهم ، بعثت زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى فداء أبى العاص بن الربيع بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها ، فلما رآها رسول الله صلىاللهعليهوسلم رق لها رقة شديدة ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها مالها فافعلوا ، فقالوا : نعم يا رسول الله. فأطلقوه ، وردوا عليها الذى لها.
* * *
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أخذ عليه ، أن يخلى سبيل زينب إليه ، فلما قدم أبو العاص مكة ، أمرها باللحوق بأبيها ، فخرجت تجهز.
فلما فرغت بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم من جهازها ، قدم لها حموها كنانة بن الربيع أخو زوجها ، بعيرا ، فركبته ، وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقود بها ، وهى فى هودج لها. وتحدث بذلك رجال من قريش ، فخرجوا فى طلبها ، حتى أدركوها بذى طوى ، فكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، والفهرى ، فروعها هبار بالرمح ، وهى فى هودجها ، وكانت المرأة حاملا ـ فيما يزعمون ـ فلما ريعت طرحت ذا بطنها ، وبرك حموها كنانة ، ونثر كنانته ، ثم قال : والله لا يدنو منى رجل إلا وضعت فيه سهما ، فرجع الناس عنه. وأتى أبو سفيان فى جلة من قريش فقال : أيها الرجل ، كف عنا نبلك حتى نكلمك ، فكف ، فأقبل