فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدى جلدك. فدعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخير ، وقال له خيرا.
* * *
وبعد أن عدل رسول الله صلىاللهعليهوسلم الصفوف رجع إلى العريش فدخله ، ومعه فيه أبو بكر الصديق ليس معه فيه غيره ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يناشد ربه ما وعده من النصر ، ويقول فيما يقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد. وأبو بكر يقول : يا نبى الله ، بعض مناشدتك ربك ، فإن الله منجز لك ما وعدك. وقد خفق رسول الله صلىاللهعليهوسلم خفقة وهو فى العريش ، ثم انتبه فقال : أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله ، هذا جبريل أخذ بعنان فرس يقوده ، على ثناياه النقع.
* * *
وقد رمى مهجع ، مولى عمر بن الخطاب ، بسهم فقتل ، فكان أول قتيل من المسلمين ثم رمى حارثة بن سراقة ، أحد بنى عدى بن النجار ، وهو يشرب من الحوض ، بسهم ، فأصاب نحره ، فقتل.
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الناس فحرضهم ، وقال : والذى نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم رجل فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة. فقال عمير بن الحمام ، أخو بنى سلمة ، وفى يده ثمرات يأكلهن : بخ بخ ، أفما بينى وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟ ثم قذف التمرات من يده ، وأخذ سيفه ، فقاتل القوم حتى قتل.
* * *
ثم إن عوف بن الحارث ، وهو بن عفراء ، قال : يا رسول الله ، ما