أكفاءنا من قومنا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة ، وقم يا على ، فلما قاموا ودنوا منهم ، قالوا : من أنتم؟ قال عبيدة : عبيدة ، وقال حمزة : حمزة ، وقال على : على. قالوا : نعم ، أكفاء كرام. فبارز عبيدة ، وكان أسن القوم ، عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة ، وبارز علىّ الوليد بن عتبة. فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله ، وأما على فلم يمهل الوليد أن قتله ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين ، كلاهما أثبت صاحبه ، وكر حمزة وعلىّ بأسيافهما على عتبة فذففا عليه ، واحتملا صاحبهما ، فحازاه إلى أصحابه.
ثم تزاحف الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، وقد أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه ألا يحملوا حتى يأمرهم ، وقال : إن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فى العريش ، معه أبو بكر الصديق.
فكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة من شهر رمضان.
* * *
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، وفى يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية ، حليف بنى عدى بن النجار ، وهو مستنتل (١) من الصف ، فطعن فى بطنه بالقدح ، وقال : استويا سواد فقال : يا رسول الله. أوجعتنى : وقد بعثك الله بالحق والعدل. قال : فأقدنى ، فكشف رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن بطنه ، وقال : استقد. قال : فاعتنقه ، فقبل بطنه ، فقال : ما حملك على هذا يا سواد؟ قال : يا رسول الله ، حضر ما ترى
__________________
(١) مستنتل. متقدم