يضحك الرب من عبده؟ قال : غمسه يده فى العدوّ حاسرا. فنزع درعا كانت عليه ، فقذفها ، ثم أخذ سيفه ، فقاتل القوم حتى قتل.
ولما التقى الناس ، ودنا بعضهم من بعض ، قال أبو جهل بن هشام : اللهم أقطعنا للرحم ، وآتانا بما لا يعرف ، فأحنه الغداة. فكأن هو المستفتح.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ حقنة من الحصباء ، فاستقبل قريشا بها ، ثم قال : شاهت الوجوه ، ثم نقحهم بها ، وأمر أصحابه ، فقال : شدوا ، فكانت الهزيمة ، فقتل الله تعالى من قتل من صناديد قريش ، وأسر من أسر من أشرافهم. فلما وضع القوم أيديهم يأسرون ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فى العريش ، وسعد بن معاذ قائم على باب العريش ، الذى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، متوشح السيف ، فى نفر من الأنصار يحرسون رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يخافون عليه كرة العدو ، ورأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فى وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والله لكأنك يا سعد تكره ما يصنع القوم؟ قال : أجل والله يا رسول الله ، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك. فكان الإثخان بأهل الشرك أحب إلى من استبقاء الرجال.
* * *
ثم إن النبى صلىاللهعليهوسلم قال لأصحابه يومئذ : إنى قد عرفت أن رجالا من بنى هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقى منكم أحدا من بنى هاشم فلا يقتله ، ومن لقى أبا البخترى بن هشام بن الحارث ابن أسد فلا يقتله ، ومن لقى العباس بن عبد المطلب ، عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلا يقتله ، فإنه إنما خرج مستكرها. فقال أبو حذيفة : أنقتل آباءنا