التي تتحرك في خط الغلوّ تارة ، أو في ما يقترب منه ، أو في خط الانحراف عن الخط الشرعي بالالتزام في طاعة غير الله ، الذي يتمثل في أكثر من مظهر من مظاهر عبادة الشخصية التي يكون الشخص فيها هو الأساس في القيمة ، ويكون الدين مجرد موقع من مواقع عظمته ، فلا تنطلق عظمته ، في وعينا ، من دوره الديني ، بل تنطلق عظمة الدين من دوره هو. وهكذا نجد الإسلام يتأطّر بالشخص ، بدلا من أن يتأطّر الشخص بالإسلام.
* * *
لا مأمن من المفاجئات
(أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ) تغشاهم فتحول بينهم وبين الرؤية في ما تثيره من الدخان ، أو في ما تلتهب به ، (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً) فتفاجئهم بالموت الذي يحيط بهم من كل جانب ، فلا يستطيعون هروبا منه ولا فكاكا ، (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) لأن القضية لا تنتظر أيّ إعداد. فهل يأمنون تلك المفاجآت؟ وما الذي يؤمنهم منها؟ لا أمان إلا بالعمل الصالح ، والإيمان الخالص ، والانفتاح على الله ، وعلى الناس من موقع الحق والخير ، والهدى والسلام.
* * *