عليها شيطان الغريزة بتهاويله المتنوعة ، بعد أن شجعها موقع يوسف الضعيف منها بصفته عبدا وخادما مضطرا للاستجابة لرغبات سادته ، وموقعها منه كسيدة آمرة قادرة لا ترد طلباتها ممن حولها ، فكيف يمكن لعبدها أن يرد شيئا لها؟
إننا لا نعتبر في ذلك مبرّرا بمستوى الحجة ، لأن الله جعل للعقل المؤيد بالرسالات قوّة التحكم بحركة الجسد وباندفاعه نحو الغريزة ، ولكننا نعتبره نوعا من أنواع الضغط الذي قد يضعف مقاومة الإنسان ، ويشلّ الإرادة. ولهذا كره الإسلام خلوة الرجل بالمرأة ، لأن الشيطان سيكون ثالثهما في ما تمثله الغريزة من وسوسة الشيطان.
وربما نجد ما يماثل ذلك الجو في ما استحدثه الناس من جهة استخدام الرجال داخل البيوت ، واستخدام النساء في الإدارات ، وهذا ما أدى إلى زيادة الاختلاط ، وكثرة فرص الخلوة ، بين الذكر والأنثى ، واستثارة الغرائز ، كما أدّى إلى الكثير من انحرافات الشباب والفتيات من الأولاد والبنات والزوجات والأزواج ، وحدوث المشاكل الكثيرة على أكثر من مستوى.
* * *
الحذر من الانسياق وراء الانحراف
وهذه مشكلة تواجه المجتمع المسلم عند ما يأخذ بقيم المجتمع الكافر ، فيعيش الازدواجية بين ما تفرضه القيم الجديدة في حياته من أوضاع ، وما تثيره القيم الإسلامية في فكره وشعوره ، من أحاسيس وأفكار ، وبذلك يبدأ الصراع في الداخل ، ليفسد على الإنسان سلامه النفسي ، وفي البيت ، ليحطّم سلامه العائلي ، وفي المجتمع ، ليهدّم علاقاته الاجتماعية الخاضعة لضغط التقاليد