وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر الذين توجهوا إلى مواجهة آقبر دي قد تبعوه إلى عين تاب وتقاتلوا معه هناك ووقع بينهم واقعة عظيمة فانكسر آقبر دي كسرة مهولة وقتل لعلي دولات معه ولدان وقتل من الخاصكية والمماليك الذين كانوا معه جماعة كثيرة وقد حاربه كرتباي الأحمر نائب الشام أشد المحاربة إلى أن انكسر وهرب على جبل الصوف وتوجه منه إلى نحو الفرات بمن معه من الأمراء والمماليك.
وفي شوال وصل سودون الدواداري أحد الأمراء العشراوات وصحبته عدة رؤوس ممن قتل في المعركة التي وقعت بين آقبر دي والعسكر الذين خرجوا من مصر فكان عدة تلك الرؤوس إحدى وثلاثين رأسا وكان فيها رأس إينال السلحدار نائب حلب الذي فر مع آقبر دي ورأس ابن علي دولات الذي قتل في المعركة.
وفي ذي القعدة جاءت الأخبار من حلب بأن آقبردي الدوادار لما بلغه أن التجريدة عادت إلى مصر عاد إلى عين تاب وصار ينهب البلاد ويقطع الطريق على التجار ، فلما بلغ الأمر ذلك أعياهم أمره.
سنة ٩٠٤
قتل الملك الناصر محمد وسلطنة قانصوه الأشرفي
قال ابن إياس : في ربيع الأول من هذه السنة قتل الملك الناصر محمد بن قايتباي وتولى السلطنة بعده قانصوه بن قانسوه الأشرفي الملقب بالملك الظاهر أبي سعيد وهو السابع عشر من ملوك الجراكسة بالديار المصرية وخال الملك الناصر.
ذكر تولية حلب للأمير قصروه بن إينال
ومحاصرة آقبر دي لحلب
قال ابن إياس : وفي ربيع الأول عمل السلطان الموكب بالقصر وخلع على قصروه بن إينال وقرره في نيابة حلب عوضا عن جان بلاط بن يشبك الذي نقل إلى الشام بحكم وفاة كرتباي الأحمر نائب الشام ، وخرج الأمير قصروه من مصر في ربيع الآخر.