وثوب بكفوف قصب وثوبي صوف عال ، وأرسل إليه قاضي عسكر ابن عثمان ثوبين صوفا وسجادة وبغلة ، وأرسل ابن عثمان إلى أمير كبير أيضا تقدمة حافلة ما بين سمور ومخمل وصوف ومملوكين.
قال المحلي : أرسل السلطان سليم خان القاضي زيرك زادة رسولا إلى السلطان الغوري فسار حتى وصل إلى حلب فرأى أوطاق الغوري خاليا من العسكر ما فيه إلا نحو الألف أو الألفين لأنهم كانوا كلهم دخلوا إلى مدينة حلب وأخرجوا الناس من بيوتهم وسبوا حريمهم وأولادهم فآذوهم الأذى البليغ ، وكان ذلك سببا لقيام أهل حلب مع السلطان سليم على الجراكسة لشدة ما حل بهم من الضرر ، ولما بلغ الغوري أنه جاء قاصد من عند السلطان سليم أذن له فتمثل بين يديه وتأدب غاية الأدب فرحب به وسأله عن السلطان سليم فقال له القاضي : هذا ولدك وتحت نظرك ، فقال له الغوري : لو لا أنه مثل ولدي ما جئت من مصر إلى هنا بأهل العلم جميعا حتى نصلح بينه وبين إسماعيل شاه ، ثم أجزل عطاءه وصرفه.
إرسال السلطان الغوري وهو في حلب قاصدا إلى السلطان سليم
قال المحلي : بعد أن توجه رسول السلطان سليم من حلب من عند السلطان الغوري أمر السلطان الغوري بإرسال قاصد إلى السلطان سليم فشاور أكابر دولته فأشاروا بإرسال رجل من أهل العلم والدين ليتكلم بينهما بالمعروف رجاء لحقن دماء المسلمين ، فلم يفعل ما أشاروا به وأمر بإحضار الأمير مغلباي دوادار وكان رجلا فاضلا قادرا على رد الأجوبة وإقامة الحجة ، فقال له الغوري : جهز نفسك واخرج اكشف لنا خبر أهل الروم وما هم عليه وأعط هذه المكاتبة إلى ملكهم. ثم أمر عشرة من خيار العسكر بالتوجه مع مغلباي إلى عسكر السلطان سليم وهم لابسون الملابس الفاخرة كل من رآهم يتعجب في خلقهم وحسن خيلهم وهندامهم وهم كالعرائس واصطفوا صفا واحدا ، فلما دخلوا ووقفوا بين يدي السلطان سليم من غير إطالة نظر إليهم مليا وامتلأ من الغيظ ثم قال للأمير مغلباي : يا مغلباي أستاذك ما كان عنده رجل من أهل العلم يرسله لنا وإنما أرسلك بهؤلاء يرعب بها قلوب عسكري ويخوفهم برؤية أجناده ، ولكن أنا أكيده بمكيدة أعظم من مكيدته ، ثم أمر برمي رقبة مغلباي وجماعته وصاح من صميم قلبه بجلاد فارتجفت قلوب الحاضرين