بنادقة ، وأقبل والصنجق السلطاني على رأسه ومقدم المماليك سنبل العثماني خلفه وصحبته السلحدارية بالشاش والقماش والجم الكثير من الخاصكية والجمدارية. واستمر ذلك اليوم حتى خرج من باب النصر وكان يوما مشهودا ثم وصل إلى المخيم بالريدانية.
ثم في عقب ذلك اليوم نزلت خوجخانات فيها الذهب والفضة وضمن كل واحدة من الذهب العين ألف دينار خارجا عن المعادن ، وقد فرغ الخزائن من الأموال التي جمعها من أوائل سلطنته إلى أن خرج في هذه التجريدة ، وفرغ أيضا حواصل الذخيرة وأخذ ما فيها من التحف وآلات السلاح الفاخرة التي كان بها من ذخائر الملوك السالفة من سروج ذهب وبلور وعقيق وغير ذلك من كنابيش زركش وطبول بازات بلور ومينه وبركستوانات مكفتة وأكوار زركش وغير ذلك من التحف الملوكية ، فنزل جماعة من كتاب الخزينة صحبة الخوجخانات وجماعة من الخزندارية وهم بالشاش والقماش ، فكانت تلك الخوجخانات محملة على خمسين جملا ، ثم نزلت الزردخانة وهي محملة على مائة جمل وقدامها طبلان وزمران وعيدان نقر على جمال فتوجهوا إلى الوطاق.
ثم قال : وأخذ الأمراء في الرحيل في الثامن عشر من ربيع الآخر ، وكان جملة ما مع هؤلاء الأمراء الذين توجهوا صحبة السلطان تسعمائة وأربعة وأربعين مملوكا على ما قيل ، ويقال إن عدة المماليك الذين خرجوا في هذه التجريدة من القرانصة والجلبان وأولاد الناس خمسة آلاف نفر على ما قيل.
مجيء قاصد من السلطان سليم إلى السلطان الغوري
ولما كان السلطان بالمخيم الشريف ورد عليه مطالعة من عند نائب حلب وإذا فيها أن ابن عثمان أرسل قاصدا فعوقناه عندنا وأخذنا الكتاب منه وها هو واصل لكم. فوصل إليه وهو بالمخيم بالريدانية ، ولما فكه السلطان وقرأه فإذا فيه عبارة حسنة وألفاظ رقيقة منها أنه أرسل يقول له : أنت والدي وأسألك الدعاء وإني ما زحفت على بلاد دولات إلا بإذنك وإنه كان باغيا علي وهو الذي أثار الفتنة القديمة بين والدي والسلطان قايتباي حتى جرى وهذا كان غاية الفساد في مملكتكم وكان قتله عين الصواب ، وأما ابن سوار الذي ولي مكانه فإن حسن ببالكم أن تبقوه على بلاد أبيه أو تولوا غيره فالأمر راجع إليكم. وأما