وفي رمضان جاءت الأخبار أن أزبك الأمير الكبير ملك باب الملك واستخلصه من أيدي عسكر ابن عثمان بعد أن أتوا إليه في ستين مركبا وهي مشحونة بالسلاح والمقاتلين ، فقلق العسكر من ذلك وانقطعت قلوبهم وظنوا أنهم المأخوذون ، فبينما هم على ذلك إذ بعث الله تعالى بريح عاصفة فغرق غالب تلك المراكب في البحر المالح ، والذي فر من البحر من العسكر العثماني وطلع إلى البر قتله العسكر المصري وكانت النصرة لهم على العثمانية على غير القياس.
وفيه ورد الخبر من أزبك الأمير الكبير بأنه في ثامن رمضان وقعت معركة عظيمة بين عسكر مصر وعسكر ابن عثمان فقتل من الفريقين ما لا يحصى ، وكان ممن قتل من أمراء مصر دولات باي الحسني رأس نوبة ثاني أصيب بمدفع ، وقتل من مماليك السلطان عدة وافرة ومن العسكر العثماني أكثر ، وقد هزموا العثمانية وغنم منهم عسكر مصر أشياء كثيرة من خيول وسلاح وغير ذلك ، فلما سمع السلطان بهذا الخبر أمر بدق البشائر بالقلعة سبعة أيام.
وفي شوال وصل مغلباى البجمقدار أحد الأمراء العشراوات من مماليك السلطان وصحبته عدة رؤوس قطعت من عسكر ابن عثمان وكانت نحوا من مائتي رأس ، فشق مغلباي من القاهرة وقدامه تلك الرؤوس وهي على الرماح وكان له يوم مشهود فخلع عليه السلطان ونزل في موكب حافل.
وفيه جاءت الأخبار بأن العسكر العثماني بعد ما حصلت هذه الكسرة عاد أيضا إلى آدنة وأن العسكر المصري شرع في حصارهم بها ، وقد تمادى الأمر في ذلك حتى أخذت بعد مضي ثلاثة أشهر وقتل في مدة هذه المحاصرة من الفريقين ما لا يحصى وآل الأمر إلى أخذها بالأمان وجرى في ذلك أمور يطول شرحها اه.
سنة ٨٩٤
ذكر عود الأمير أزبك إلى البلاد المصرية
وإرسال تجريدة إلى البلاد الحلبية
لمجيء الأخبار برجوع العساكر العثمانية
قال ابن إياس : في صفر دخل الأمير الكبير أزبك ومن كان معه مسافرا في التجريدة من الأمراء وبقية العسكر وكان لهم يوم مشهود ، ومن العجائب أنه في حالة دخولهم إلى