الأرض عدة مرات من الغرب إلى الشرق بصورة مزعجة خاف منها الناس ، لكن لم يخرب بها شيء من البيوت والحمد لله. وكان في ذلك الأثناء حصل وقائع عظيمة بين الجيوش التركية والجيوش العربية والإنكليزية في جهة فلسطين بالقرب من درعا وسفك فيها دماء كثيرة من الطرفين ، وآخر الأمر انكسرت الجيوش التركية وولت الأدبار وتبعتها الجيوش العربية والإنكليزية وحاولت الجيوش التركية دخول الشام والاعتصام بجبال الكسوة التي في ضواحي الشام واتخاذها مقرا للدفاع فلم تتمكن من ذلك وسبقتها الجيوش العربية والإنكليزية ، ودخلت الشام ليلة الاثنين في الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة أي بعد الزلزلة التي حصلت في حلب بيوم واحد.
سنة ١٠٧٠
كان الوالي فيها بعد قوناقجي علي باشا الخاصكي محمد باشا كما في السالنامة.
قال في تاريخ راشد : اتصل بمسامع الصدر الأعظم في الآستانة أن والي حلب محمد باشا صار يضرب السكة المغشوشة لنفسه ، فأوجب ذلك كسادا في سوق التجارة وفسادا في معاملات الناس ، فعرض ذلك على الحضرة السلطانية فأمر بعزله وإحضاره إلى الآستانة ، ولما وصلها قتله في شوال من سنة ألف وإحدى وسبعين.
سنة ١٠٧١
كان الوالي فيها أبو النور محمد باشا كما في السالنامة.
سنة ١٠٧٢
وفاة الوزير محمد باشا الكوبريلي وآثاره في هذه البلاد
في هذه السنة توفي الوزير الأعظم محمد باشا الكوبريلي ، وقد ترجمه العلامة المحبي في تاريخه بترجمة حافلة وقال : إنه قام بأعباء الوزارة أتم قيام ولمّ شعث الدولة وعظمت دولته وجبيت إليه ذخائر الدنيا ، وكان قبل أن يتولى الوزارة قد قامت الفتن على ساق وانتصب الخلاف وارتفع الوفاق وتقوت ضعاف الدولة وأظهروا العتوَّ والصولة فكانوا في آرائهم ناظرين