سنة ١٠٢٦
في هذه السنة ولي حلب قره قاش محمد باشا كما في السالنامة.
ذكر قتل الأمير حسين بن يوسف بن سيفا في حلب
قدمنا ذكر يوسف بن سيفا وأنه كان حاكم طرابلس وعكار وذكرنا وقائعه مع ابن جانبولاذ وأنه في آخر الأمر صاهره وأن ابن جانبولاذ زوج أخته لحسين ابن الأمير يوسف بن سيفا.
قال المحبي في ترجمته : ولي الأمير حسين بن يوسف بن سيفا في حياة والده كفالة طرابلس الشام ثم عزل عنها ثم وليّ كفالة الرها ثم تركها من غير عزل ، وقدم حلب وكافلها محمد باشا قره قاش فحضر الأمير حسين لديه مسلما عليه فأكرمه واحترمه ، ثم دعاه إلى وليمة فجاء مع جماعة قليلة فاحتاطت به جماعة قره قاش وأمرهم أستاذهم بالقبض عليه فمسكوه ورفعوه إلى القلعة مسجونا ووضع في مسجد المقام يحتاط به الحرسة ، فبعث قره قاش إلى السلطان يخبره بذلك ، وبلغ والده الخبر فبعث جماعته ووعد السلطان بمائة ألف قرش إن عفا عنه فلم يجبه إلى ذلك وبعث أمرا بقتله ، فجاء الجلاد فقال بقلب جريء وجنان قوي : أيليق أن أكون من الباشوات ويقتلني الجلاد ، ثم إنه أشار إلى رجل معظم من أتباع قره قاش أن يقتله وقال له : اصبر عليّ حتى أكتب مكتوبا إلى والدي وأوصيه بعض وصايا ، فكتب ورقة أوصاه بأولاده وعزاه في نفسه ، ثم صلى ركعتين واستغفر الله وقال : رب إني ظلمت نفسي وعملت سوءا بجهالة فتب علي إنك أنت التواب الرحيم ، ووضع محرمة نفسه في عنقه وأمر ذلك الرجل بخنقه فخنقه وبكى عليه جماعة كثيرة لحسنه وكونه شابا ، وكان شجاعا بطلا إلا أنه كان يبالغ في ظلم العباد. ثم أخرجت أمعاؤه ودفنت بتربة القلعيين وصبّرت جثته وأرسلت إلى والده فاستقبلها الرجال والنساء بالبكاء والصراخ والويل والثبور وصار يوم دخوله كيوم مقتل الحسين وقالت الغواني فيه المراثي يضربن وقت إنشاد أشعار مقتله بالدف بصوت حزين.
حكى قره قاش : إني كنت في خدمة السلطان أحمد وقد خرج إلى الصيد فعرضوا عليه طيور الصيد ثم جاؤوه بطير عظيم لا نظير له فتعجب منه وقال : من بعث هذا؟ قالوا : عبدك حسين باشا بن سيفا أمير الأمراء بطرابلس ، فقال السلطان : آه آه آه من