سنة ٩٠٣
ذكر عصيان آقبردي ومحاصرته لحلب
وتولية حلب للأمير جان بلاط بن يشبك
لآقبردي الدوادار وقائع كثيرة حصلت بينه وبين الأمراء بمصر بسطها ابن إياس ، وآخر الأمر هرب من مصر وأتى إلى غزة وملكها فاتفق رأي الأمراء على إرسال تجريدة إليه.
وفي ربيع الأول عين السلطان تجريدة بسبب آقبر دي الدوادار ، فإنه لما انكسر وخرج من مصر هاربا حاصر الشام وقصد أن يملكها فما قدر فنهب الضياع التي حول دمشق وخرب غالبها وفعل مثل ذلك بضياع حلب ، فوقع الاتفاق من الأمراء على خروج تجريدة له فعينوا ذلك وأنفق السلطان على العسكر المعينين للتجريدة وبعث نفقة الأمراء الذين عينوا للخروج وهم قانصوه البرجي أمير مجلس وقيت الرحبي حاجب الحجاب وقانصوه الغوري أحد المقدمين وهو الذي تسلطن فيما بعد وغيرهم.
وفيه جاءت الأخبار بأن آقبر دي بعد أن حاصر الشام نحوا من شهرين لم يقدر عليها وحاربه الأمراء الذين بالشام ورموا عليه بالمدافع وفر إلى حلب ، فلما توجه إلى حماة حاصرها وأخذ منها أموالا لها صورة ، فلما وصل إلى حلب حاصرها نحوا من شهرين وكان إينال السلحدار يومئذ نائب حلب وكان من عصبة آقبر دي فقصد أن يسلمه مدينة حلب فرجمه أهل المدينة وطردوه منها وحصنوا المدينة بالمدافع على الأسوار ، فعند ذلك فر آقبر دي ومن كان معه من الأمراء والعسكر وكذلك إينال نائب حلب صحبتهم ، وفروا أجمعون وتوجهوا إلى علي دولات والتجؤوا إليه ، فلما بلغ الأمراء ذلك اضطربت أحوالهم فوقع الاتفاق على أن يولوا جان بلاط بن يشبك الذي كان دوادارا كبيرا نيابة حلب عوضا عن إينال الذي كان بها بحكم فراره مع آقبر دي.
وفي ربيع الآخر كان خروج الأمراء الذين عينوا للتجريدة فكان لهم يوم مشهود حتى ارتجت لهم القاهرة وقد تقدمهم كرتباي الأحمر الذي تقرر في نيابة الشام وجان بلاط بن يشبك الذي تقرر في نيابة حلب.
وفي رجب مات بالطاعون شاه بضاع بن دلغادر أمير التركمان وكان مقيما بالقاهرة.