مدفنا وله خان (هو الخان المشهور الآن بخان الطاف) وبعض دكاكين وقفها على هذه الخيرات. وكانت وفاته سنة ثمان بعد الألف ودفن بمحلة الجلّوم (في مدفنه الملاصق لباب الخان المذكور) رحمهالله تعالى.
وأما ولده درويش بك فقد عاش بعد والده مدة طويلة ، وكان من أكابر أعيان المتفرقة وحصل له القبول التام عند نصوح باشا ، وسعى على قتل حسين نقيب الأشراف بتحسين أخيه السيد لطفي قائلا له : إن أخي يفعل كذا ويفعل كذا ، وسيأتي خبر قتل السيد حسين. ثم لما وقعت الفتنة بينه وبين حسين باشا جانبولاد وكان يتهم درويش بك في أنه هو الذي حسن لنصوح باشا كل هذه الأمور ، فلما ملك حسين باشا حلب وصار كافلها حبس درويش بك في القلعة وخنقه ليلا وعلقه على باب الحبس وقال : إن درويش بك هو الذي قتل نفسه. تجاوز الله عن الجميع. وكان قتله في سنة أربع عشرة بعد الألف. اه ما في خلاصة الأثر.
الكلام على شرط وقفه وما فيه من الآثار الخيرية
أطلعني بعض أحفاد الواقف على نفس كتاب الوقف المحفوظ لديه من عهد الواقف رحمهالله وخلاصته أن الواقف وقف عشرة آلاف دينار ذهبا تام الوزن وجعل المتولي على هذا المبلغ ولده قوبض بيك ، وهو قد استبدل بها جميع الخان العامر الكائن بمحلة الجلّوم الكبرى المعروف بخان الطاف ، ثم ذكر بقية العقارات التي اشتريت له. وقال في بيان شروط الوقف على أن المتولي يستغل المبلغ المرقوم ويستربحه بالوجه الشرعي على حكم العشرة بأحد عشر ولا يعطيه لأمير ولا لأصحاب الثروة والمناصب ولا يعطيه إلا بالرهن القوي ، وأقله أن يكون قيمته ضعف ذلك المبلغ ، وشرط أن يصرف من غلته الحاصلة في كل سنة الوظائف التي سيأتي تفصيلها. (ثم قال) : وإذا فضل من محصوله شيء بعد المصارف المعينة يصرف في عمارة الجسور الدائرة والقساطل المحتاجة وترصيف الأزقة المحتاجة إلى ترصيفها برأي حاكم الشرع الشريف بهذه البلدة.
وذكر في بيان الوظائف أن يفرز بعد وفاته من هذا المبلغ المذكور مقدار كاف ليبتني به على قبره قبة وبجانبه مكتب يعلم فيه القرآن العظيم ويقرأ على القبر كل يوم ثلاثون رجلا من القرآن العظيم كل واحد جزء.