وعيّن واليا على حلب ، وتوجه أثناء ولايته إلى دير الزور ومعه قوة عسكرية ، وسبب ذلك أن طائفة من العربان هناك صارت تقطع الطرقات وتخيف السابلة فقمع ثائرتهم وقطع دابرهم وأعاد الأمن إلى نصابه وشكل متصرفية دير الزور في ذلك الحين وجعل فيها حكومة ، فكوفىء على ذلك برتبة المجيدي الأول (ثم ذكر تقلباته في المناصب العالية إلى أن قال :) وفي سنة ١٢٩٥ نقل إلى سيواس فتوفي فيها سنة ١٢٩٦. وكان عالما أديبا محبا للعلماء راغبا في ترقية العلوم وكاتبا في اللغة التركية والإفرنسية وأدخل إصلاحات كثيرة على الولايات وأبقى فيها بعضا من جليل آثاره اه.
معلومات عن دير الزور
وضع وجيه بك الجزار الذي كان مفتشا للأمور الاقتصادية في دولة حلب منذ سنتين تقريرا مسهبا عن المعلومات الزراعية والاقتصادية والإدارية عن متصرفية دير الزور أجاد فيه كل الإجادة ، وهو يدل عن بحث كثير وتدقيق قدمه إلى المتصرف وقتئذ خليل أفندي الأزن ، وقد اطلعنا عليه واخترنا منه ما يهم الوقوف عليه من أحوال تلك البلدة وما ألحق بها ، ولو أثبتنا الجميع لطال ذيل الكلام لأنه يبلغ نحو ستين صحيفة من تاريخنا. قال تحت عنوان :
تطورات دير الزور الإدارية :
لم يكن لواء دير الزور حتى سنة ١٨٦٤ (١٢٧٩ ه) ملحقا لولاية أو سنجق كلا ولم يكن تابعا لدولة ما.
في أوائل ١٨٦٤ افتتحه ثريا باشا والي ولاية حلب إذ ذاك حيث جاءه بحملة عسكرية تتألف من أربع كتائب (طابور) بقيادة كولونيل (بيكباشي) وجعله قضاء مربوطا بولاية حلب ، وبعد أن ركز فيه قائممقاما ومأمورين قفل راجعا إلى حلب من دون أن يشكل له نواحي ترجع بأمورها إليه.
بتاريخ ١٨٧٠ م قلب القضاء سنجقا تابعا أيضا لولاية حلب ولم يكن له أقضية أو نواح أيضا ، ففي أواخر عام ١٨٧٠ وفي زمن المتصرف أرسلان باشا جرت تشكيلات اللواء الإدارية فصار كل من الرقة والصبخة والعشارة والبصيرة وأبو كمال والشدادي وسنجار ونصيبين ورأس العين وويران شهر ومسكنة قضاء ، وصارت تدمر ناحية مربوطة بمركز السنجق وتل عنصر ناحية ملحقة بقضاء سنجار ورورينة ناحية ملحقة بقضاء نصيبين ،