التجار الذين يجلبون المماليك الجراكسة فإني ما منعتهم وإنما هم تضرروا من معاملتكم في الذهب والفضة فامتنعوا عن جلب المماليك إليكم وإن البلاد التي أخذتها من علي دولات أعيدها لكم وجميع ما ترومونه ويريده السلطان فعلناه.
فلما سمع السلطان ذلك أحضر الأمراء المقدمين وقرأ عليهم كتاب ابن عثمان فانشرح الأمراء والسلطان لهذا الخبر واستبشروا بأمر الصلح والعود إلى الأوطان عن قريب ، وكان هذا كله حيلا وخداعا من ابن عثمان حتى يبلغ بذلك مقاصده وقد ظهر حقيقة ذلك فيما بعد.
تقرير السلطان الغوري للأمير طومان باي بنيابة الغيبة
قال : وليلة رحيله من الريدانية خلع على الأمير طومان باي الدوادار كاملية بسمور حافلة وقرره نائب الغيبة بالقاهرة إلى أن يحضر.
وفي تلك الليلة أحضر مشاعل موقدة فطارت منها شرارة على خيمة السلطان فاحترق منها فتفاءل الناس بذلك شرا.
رحيل السلطان الغوري من الريدانية
قال ابن إياس : وفي الثاني والعشرين من ربيع الآخر رحل السلطان من المخيم الشريف بالريدانية وصحبته الخليفة والقضاة الأربعة وولده المقر الناصري أمير أخور كبير وأقباي الطويل أمير أخور ثاني ، وكانت مدة إقامته في الوطاق بالريدانية سبعة أيام.
وصوله إلى مدينة غزة
قال ابن إياس : وفي رابع جمادى الأولى وصل السلطان الغوري إلى مدينة غزة فلاقاه الأمير دولات باي نائب غزة ومد له مدة حافلة وقدم له تقدمة عظيمة.
قال الشيخ أحمد بن زنبل المحلي في أوائل تاريخه الذي ألفه في الوقايع التي كانت بين هذين السلطانين : لما وصل السلطان الغوري إلى غزة أقام بها ثلاثة أيام فشكت الرعايا للسلطان من نائب غزة فعزله عنها ورسم عليه وعنفه على ما فعله وظلمه وزجره غاية الزجر وبعد ذلك رده إليها لكونه ابن عمه.