ما لابن ستين قادته لغايته |
|
عشريّة فنأى عنه تصبّره؟! |
قد كان رضوى وقارا فهو سافية |
|
الحسن يورده ، والهون يصدره |
وولي قضاء القضاة بقرطبة ، وكذلك جدّه أبو الوليد ، ومات جدّه سنة عشرين وخمسمائة.
ولأبي الوليد الأصغر تصانيف كثيرة في الفروع والأصول والنحو والفلسفة وغير ذلك ، وآل أمره مع منصور بني عبد المؤمن ، وقد وقف على قوله عن الزرافة : وقد رأيتها عند ملك البربر ، فقرّعه على ذلك ، فاعتذر أنه ما قال : إلا ملك البرّين ، إلى أن أمر به ، فأقيم ، وجعل كلّ من يمرّ به يلعنه ويبصق في وجهه ، ثم أمر بنفيه إلى بيانة مدينة اليهود.
٤٠ ـ الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى ابن المناصف القرطبي (١)
قال والدي : بنو المناصف الثلاثة اجتمعت بهم وذاكرتهم فما رأيت منهم إلا نجيبا مبرّزا ، والفضل لأبي عبد الله ، لأنه تفنّن في العلوم ، وولي أكبر خطط القضاء ، مثل مرسية (٢) وبلنسية ، وإن كان موسى أرقّ شعرا ، فإنه أمتن علما فيما يتعلق بالأصول والفروع ، وكان أبو إسحاق مشاركا مديد الباع في الأصول والفروع ، وولي قضاء سلجماسة (٣). ولأبي عبد الله الرجز المشهور بالمغرب في الشيات.
قال : ومما أنشدنيه لنفسه قوله من قصيدة للناصر :
دانت لك العرب طوع الحقّ والعجم |
|
وأصبح الدهر عن علياك يبتسم |
وقوله :
تغيب عني وقلبي |
|
لديك رهن معذّب |
فردّه لي وبن حي |
|
ث ما تشا وتغيّب |
الله يعلم أني |
|
طول الدّجى أتقلّب |
فجد عليّ بطيف |
|
إن كنت في الوصل ترغب |
__________________
(١) انظر ترجمته في التكملة لابن الأرباص ٣٥٦ من أهل قرطبة ، كان فقهيا زاهدا ، ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٣٦٣ / ٣٦٤).
(٢) مرسية : مدينة في جنوبي إسبانيا احتلها المرابطون سنة ١٠٧٨ م والموحدون سنة ١١٧٢ م. استردها (دون خيمة الأرغواني) للإسبان سنة ٢٦٦ ، مركز صناعي. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٦٥٣).
(٣) سجلماسة : مدينة قديمة في المغرب ، عاصمة بلاد تافيلالت سابقا. على حدود الصحراء. كانت محطة للنخاسة ولتجارة الذهب والعاج والأبنوس والجلود. زارها ابن بطوطة وقال إنها من أجمل البلدان. المنجد في اللغة والأعلام (ج ٢ / ص ٣٥١).