وأوثب الأدهم جدار الحائط وغاب عني. وكنت متى أرتج عليّ أنشد الأبيات ، فيتمثّل لي ، فأسير إلى ما أرغب.
ومما ضمّن هذه الرسالة من محاسن الشعر قوله (١) :
ومرقبة (٢) لا يدرك الطرف رأسها |
|
تزلّ بها ريح الصّبا فتحدّر |
تكلّفتها ، والليل قد ماج (٣) بحره |
|
وقد جعلت أمواجه تتكسّر |
ومن تحت حضني من ظبا الهند أبيض (٤) |
|
وفي الكفّ من عسّالة الحظّ أسمر |
هما صاحباي من لدن كنت يافعا |
|
مقيلان من جدّ الفتى حين يعثر |
فذا جدول في الغمد تسقى به المنى |
|
وذا غصن في الكف يجنى فيثمر |
وقوله (٥) :
أفي كلّ حين (٦) مصرع لعظيم؟! |
|
أصاب المنايا حادثي وقديمي |
وكيف اهتدائي في الخطوب إذا دجت |
|
وقد فقدت عيناي ضوء نجوم؟ |
وقوله (٧) :
وكأنّ (٨) النجوم في الليل جيش |
|
دخلوا للكمين (٩) في جوف غاب |
وكأنّ الصباح قانص طير |
|
قبضت كفّه برجل غراب |
وقوله (١٠) :
ولربّ حان قد أدرت بديره |
|
خمر الصّبا مزجت بصفو خموره |
في فتية جعلوا الزّقاق تكاءهم |
|
متصاغرين تخشّعا لكبيره |
وترنّم الناقوس عند صلاتهم |
|
ففتحت من عيني لرجع هديره |
__________________
(١) الأبيات في الذخيرة (ج ١ / ص ٢٤٩ / ٢٥٠).
(٢) في الذخيرة : ومن قبّة.
(٣) في الذخيرة : جاش.
(٤) في الذخيرة : ومن تحت حضني أبيض وسفاسق.
(٥) البيتان في الذخيرة (ج ١ / ص ٢٥٥) ، وديوان ابن شهيد (ص ١٤٧) والجذوة (ص ١٨٣).
(٦) في الذخيرة : عام.
(٧) البيتان في الذخيرة (ج ١ / ص ٢٥٧).
(٨) في الذخيرة : فكأنّ.
(٩) في الذخيرة : للكمون.
(١٠) الأبيات في الذخيرة (ج ١ / ص ٢٦٠) وديوان ابن شهيد (ص ٢٢٥).