إذا صاحبته لم يبد شخصا |
|
ولا يخفى عليك لدى التلاق |
١٣٣ ـ أبو مضر محمد بن الحسين التميمي الطّبني (١)
هو أصل بني الطّنبي : أهل البيت الشهير بقرطبة. من الجذوة : أنه من بني حمّان ، شاعر مكثر ، وأديب مفتن ، ومن بيت أدب وشعر وجلالة ، كان في أيام المستنصر ، وله أولاد نجباء مبرّزون في الأدب والفضل.
وذكر ابن حيان : أنه كان شاعرا عالما بأخبار العرب وأنسابهم ، شرب يوما مع المنصور بن أبي عامر فغنت قينة ببيتين من شعره :
صدفت ظبية الرّصافة عنّا |
|
وهي أشهى من كلّ ما يتمنّى |
هجرتنا فما إليها سبيل |
|
غير أنا نقول : كانت وكنّا |
فاستعادها أبو مضر ، فأنكر ذلك المنصور ، وعلم هيبته لم تملأ قلبه ، فأومأ إلى بعض خصيانه ، فأخرج رأس الجارية في طست ، ووضعه بين يدي الظّبي ، وقال له المنصور : مرها فلتعد ، فسقط في يده.
ومن المسهب : أنه وفد على المنصور من طبنة قاعدة الزّاب فاستوطن حضرته ، وكان مع شعره وعلمه وارتفاع مكانه له خفة روح ، وانطباع نادر جذب بهما هواه ، وأحسن ما اختاره من شعره قوله :
اجتمعنا بعد التفرّق دهرا |
|
فظللنا نقطّع العمر سكرا |
لا يراني الإله إلا طريحا |
|
حيث تلقي الغصون حولي زهرا |
قائلا كلما فتحت جفوني |
|
من نعاس الخمار : زدني خمرا |
١٣٤ ـ أبو بكر عبد الله بن أبي الحسن (٢)
من المسهب : من أعيان قرطبة ، وممن يحضر مجلس ابن أبي عامر ، وبلغ ابن أبي عامر عنه ما أوجب طلبه ، فاستخفى مدة. وأحسن ما أنشد له قوله في رثاء صديق له اعتبط :
رجعت على رغم الوفاء إلى الصّبر |
|
كما صبر الظمآن في البلد القفر |
__________________
(١) ترجمته في تاريخ علماء الأندلس (ج ١ / ص ٤٠٨) وجذوة المقتبس (ص ٤٧) وبغية الملتمس (ص ٥٨) والصلة (ص ٥٣٥). وتوفي سنة ٣٩٤ ه.
(٢) ترجمته في بغية الملتمس (ص ٣٢٩).